الرئيس ميقاتي: نسعى للوصول الى استقرار طويل الأمد وأن تكون المرجعية للدولة وحدها

أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "أننا نسعى للوصول الى استقرار طويل الأمد، وأن تكون المرجعية للدولة  وحدها وأن يتولى الجيش السلطة الفعلية على الأرض وأن نحميه".


وشدد على "أن التفاهم على وقف إطلاق النار هو نوع من الآلية التنفيذية لتطبيق القرار 1701، وأولويتنا الوصول الى استقرار طويل المدى وانتخاب رئيس للجمهورية".


مواقف رئيس الحكومة جاءت في خلال زيارته وزارة الخارجية والمغتربين، حيث اجتمع أولاً مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب.


ثم عقد رئيس الحكومة اجتماعاً في حضور الأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين السفير هاني الشميطلي مع أعضاء السلك الديبلوماسي والإداري في الوزارة.


استهل الوزير بو حبيب اللقاء بكلمة قال فيها: دولة الرئيس يسرني ويسعدني، أنا وزملائي في الوزارة، تشريفكم وحضوركم بيننا اليوم، ونحن نفتح صفحة جديدة نستبشر بها كل الخير لوطننا الحبيب لبنان. لقد مرت علينا ظروف قاسية خلال الأشهر الماضية، وقد عملنا كوزارة بتوجيهاتكم وبالتنسيق معكم ومع الوزارات المعنية. كما كانت بعثاتنا الدبلوماسية والقنصلية في قلب الحدث، ولم توفر الدبلوماسية اللبنانية المنتشرة في دول العالم كافة جهداً لإجراء الإتصالات مع العواصم المعتمدين لديها. كما ساهمت هذه البعثات وطواقمها، بالتعاون مع الجاليات والمؤسسات الأجنبية، في تأمين كل ما تيسر من احتياجات. إن هذا العمل التكاملي بين الوزارة وسائر الإدارات المعنية نموذج لما يمكن أن نحققه حين تتكاتف الجهود والطاقات.


أضاف: طموحاتنا كبيرة، وبالرغم من كل ما حدث فإننا محكومون بالأمل والرجاء، لا سيما في زمن الأعياد. نتطلع أن يحمل العام الجديد ولادة جديدة للبنان فيعود وطن النور، والإشعاع، والسلام. ثقوا بأن الدبلوماسية اللبنانية جاهزة لأداء رسالتها من أجل خير لبنان وازدهاره".


رئيس الحكومة


ثم تحدث رئيس الحكومة فقال: أردت في زيارتي لوزارة الخارجية أولاً أن أشكر معالي الوزير عبد الله بو حبيب الذي، رغم أن البعض يعتبر إنه لأسباب سياسية هناك نوع من الإختلاف في وجهات النظر، أؤكد أن وجهة نظرنا واحدة لأن اهتمامي واهتمامه هو لبنان الوطن وكيف يمكن إعادته لكي يكون حقيقة قادراً وفاعلاً ومشعاً للعالم.


لذلك أود أن أشكر الوزير بو حبيب على ما يقوم به، والشكر موصول الى كافة أعضاء السلك الديبلوماسي في وزارة الخارجية والذي يعمل ويتابع، كذلك الى الديبلوماسيين الذين يقومون بعملهم بأفضل شكل في الخارج، وأنا أتابع ذلك، من خلال كل التقارير الذي يرسلها لي وزير الخارجية والمرسلة من قبل السفراء في الخارج، وأعلم ما مدى المهنية الكبيرة الموجودة لدى معظم السفراء.


أضاف: "نحن مررنا ولا نزال نمر في ظروف صعبة، ولسوء الحظ لا يمكن أن نقول أنها ظروف مؤقتة ونحن نمر بها منذ فترة طويلة جداً. أنا أعتبر أن لبنان موجود في ممر بين الشرق والغرب والجنوب والشمال، وكلما تهب عاصفة من أي اتجاه تمر في لبنان، وعندما تكون قوية جداً نحن كلبنانيين بدلاً من البقاء في منزلنا وإغلاق النوافذ علينا كي لا نتأثر بما يجري، فإننا ننزل الى الشارع للنظر إليها، ولم ننتبه أنه يجب علينا إغلاق نوافذنا لتفادي أضرار العاصفة".


وقال: علينا أن نكون حريصين على بعضنا البعض ونحافظ على وطنيتنا للتغلب على شكوكنا ببعضنا البعض والتدخل بأمور ربما ليست تعنينا.وكل واحد منا يركض عندما تهب العاصفة لأخذ وكالة حصرية من دولة أخرى ليكون وكيلاً حصرياً لها بلبنان. وعندما تتفق هذه الدول مع بعضها نحتاج الى وقت لتصفية هذه الوكالة الحصرية. إنكم تعملون بجسم وقلب وتفكير واحد، وإنكم على مقدار المسؤولية في هذه الظروف الصعبة".


تابع: "منذ يومين استقبلت رئيس لجنة الرقابة على وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي، واليوم استقبلت الجنرال الفرنسي المشارك في اللجنة، وكان تأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من أي أراضي لبنانية تقدم إليها في الفترة الماضية، وهذا هو الأساس لنبدأ بالعمل الصحيح لإعادة السلام الى جنوب الليطاني ولكل الأراضي اللبنانية.


أضاف: نحن اليوم بأشد الحاجة لتضافر الجهود ولأن نكون جميعاً يداً واحدة وألا نتشاطر على بعضنا البعض. أكرر شكري للجهود الديبلوماسية التي قام بها الوزير بو حبيب وللديبلوماسيين على حركتهم المميزة رغم أنني أعرف ضآلة الإمكانات والظروف الصعبة. وبمناسبة قرب الأعياد أتمنى لكم عيد ميلاد سعيداً ومجيداً وأن يكون خيراً على لبنان.


ورداً على سؤال قال: إن موضوع التشكيلات الديبلوماسية مرتبط بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، علماً أن معالي الوزير يقوم بسد بعض الثغرات بإجراءات مؤقتة.


ورداً على سؤال قال: إن التفاهم على وقف إطلاق النار هو نوع من الآلية التنفيذية لتطبيق القرار 1701. أولويتنا الوصول الى استقرار طويل المدى وانتخاب رئيس للجمهورية.


أضاف: موضوع سحب السلاح يحتاج الى وفاق وطني. ونحن نسعى للوصول الى استقرار طويل الأمد، وأن تكون المرجعية للدولة وحدها وأن يتولى الجيش السلطة الفعلية على الأرض وأن نحميه.

الرئيس ميقاتي: ملتزمون تطبيق القرار ١٧٠١ وأدعو دول العالم والمؤسسات الدولية الى تحمّل مسؤولياتها

رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء قبل ظهر اليوم في السرايا، شارك  فيها وزراء: التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، الإعلام زياد مكاري، الدفاع الوطني موريس سليم، الشباب والرياضة جورج كلاس، المال يوسف خليل، الصناعة جورج بوشكيان، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، الشؤون الاجتماعية نجلا رياشي، السياحة وليد نصار، الاتصالات جوني القرم، البيئة ناصر ياسين، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، العمل مصطفى بيرم، الاشغال العامة والنقل علي حمية، المهجرين عصام شرف الدين والاقتصاد والتجارة أمين سلام، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.


كما شارك في جانب من الجلسة قائد الجيش العماد جوزاف عون.


كلمة رئيس الحكومة


بعد انتهاء الجلسة تحدث رئيس الحكومة فقال: بداية أتقدم بالتعزية بشهداء العدوان الاسرائيلي على لبنان، متمنياً الشفاء للجرحى والمصابين. على رغم هذا الوجع الكبير، وهول الكارثة التي حلّت بالوطن، لا يسعنا إلا أن نقول إنه يوم جديد نأمل أن يحمل معه السلام والاستقرار.


في هذا اليوم تبدأ مسيرة الألف ميل في إعادة إعمار ما تهدّم، واستكمال تعزيز دور المؤسسات الشرعية، وفي طليعتها الجيش، الذي نعلّق عليه الآمال العريضة في بسط سلطة الدولة على كل مساحة الوطن وتعزيز حضوره في الجنوب الجريح.


القرار


اضاف: في جلسة اليوم اتخذنا سلسلة المقررات الاتية: اكّد المَجلس مُجدّداً على قراره رقم 1 تاريخ 11/10/2024 في شقّه المُتعلّق بإلتزام الحكومة اللبنانيّة تَنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 تاريخ 11 آب 2006 بمُندرجاته كافّة لا سيّما ما يتعلّق بتعزيز إنتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني وفقاً للترتيبات المُرفقة ربطاً (Arrangements) والتي صدرت بالأمس ببيان مشترك عن الولايات المُتحدة الأميركية وفرنسا والتي تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من هذا القرار بعد أن أخذ المجلس علماً بها ووافق على مضمونها، كما واستناداً إلى خطة عمليات تضعها قيادة الجيش وترفعها وفقاً للاصول إلى  مجلس الوزراء للموافقة عليها قبل المُباشرة بتنفيذها.


ومن جهة ثانية، فإن الحكومة اللبنانية، وإذ تُثني على الدّور الذي تَقوم به قوّة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، تُشدّد أيضاً على إلتزامها قرار مجلس الأمن رقم 2749 تاريخ 28/8/2024 لا سيّما لجهة التنفيذ الكامل للقرار رقم 1701 والوقف التام للأعمال العدائية وتحقيق الاستقرار عبر الخط الأزرق.


كما تقرر أيضاً، إبلاغ نسخة عن هذا القرار ومرفقاته إلى مجلس النواب للإطلاع وأخذ العلم.


وتابع رئيس الحكومة: إنه يوم جديد تُطوى فيه مرحلة من أقسى مراحل المعاناة، التي عاشها اللبنانيون في تاريخهم الحديث، لا بل كانت الاكثر قساوة وأملا.
نحن  اليوم  امام موقف  وطني و تاريخي، ونعيش لحظات إستثنائية نتبصَّر فيها إيجاد حلول جدية للوضع المأزوم الذي نعيشه.


المسؤولية كبيرة وجماعية في حجم المأساة، علينا جميعًا حكومة ومجلسًا نيابيًا وقوىً سياسية التكاتف والانخراط في ورشة الإصلاح وبناء دولة حديثة يتشارك الجميع في تدعيم أسسها. كفانا حروبًا ومآسي وكوارث.


منذ اليوم الاول لكارثة النزوح التي حصلت لم تتوان الحكومة عن الاضطلاع بدورها الكامل، وما تم تحقيقه عمل جبار تشكر عليه كل الوزارات والمؤسسات.


نشكر جهود كل الدول الصديقة والشقيقة التي ساعدت ولا تزال، على وضع خاتمة مشكورة لمحنة القتل والتدمير والتهجير .


معاً نستعيد ثقة العالم بنا ونعيد  ثقة اللبنانيين بالدولة ونؤكد المرجعية الامنية للجيش في الجنوب، بما يُسقطُ الحجج التي يختبئ وراءها العدو.


نحن أقوياء بالحق وبمحبة العالم للبنان ومتشبثون بسيادة الدولة بحراً وارضاً و جواً، خارج أي إنتهاك وتبريرات ساقطة.


اجدد تأكيد التزام الحكومة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب والتعاون مع قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان. وادعو دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية الى تحمّل مسؤولياتها في هذا الصدد.


كما اطالب بالتزام العدو الاسرائيلي بشكل كامل بقرار وقف اطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها وتنفيذ القرار 1701 كاملاً.


من حق اهلنا ان يعودوا إلى ارضهم وبلداتهم ويعيشوا بسلام.


نحن مع اهلنا في الجنوب و البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت وعلى امتداد الوطن، لدعم حضورهم الاجتماعي وتحصين صمودهم بكل ما أوتيت الدولة من قوة. وسنواكب اوضاعهم ونعمل مع المجتمعات الصديقة لإعادة الإعمار وتحقيق عودتهم الكريمة إلى مناطقهم.


لبنان يستحق منا جميعا كل جهد وصبر وايمان بأن الغد سيكون مشرقاً و مفعماً بالرجاء وتضامن جميع ابنائه.


نحن على ثقة تامة بأن الغد سيكون أفضل شرط أن نضع خلافاتنا الظرفية جانبًا، وأن نتطلع إلى المستقبل بثقة وأمل.


اخواني اريد ان أقول كلمة من القلب الى جميع المواطنين في لبنان لنأخذ العبر من المرحلة الصعبة التي مررنا بها خلال الأشهر الماضية ونستعرضها سويا ونرى نصف الكوب الممتلئ.


أولا اتحدث عن الاحتضان الذي حصل بين اللبنانيين. الكل كان يراهن على الفتنة وعلى عدم قبول الاخر فرأينا، في كل المناطق على رغم اختلاف الاوضاع الاجتماعية وصعوبة هذه الأوضاع، كيف احتضن جميع اللبنانيين بعضهم البعض بكل محبة وخاصة في المناطق التي ربما كان البعض يعتقد انها من الصعب ان تستقبل الاخرين. فهذه عبرة يجب ان نأخذها بأن لا شيء يفرق بين اللبنانيين.


الامر الثاني، الجيش والدور الذي يقوم به حيث هناك 46 شهيدا من صفوفه عدا الجرحى الذين أصيبوا من جراء هذه الحرب، فالجيش  يقوم بواجباته في اصعب الظروف.


كما ان الامن الداخلي في لبنان كان مستتباً خلال هذه الفترة بشكل كامل نوعا ما لما نحن نمر به، كذلك القطاع الصحي والشهداء منه والمسعفين الذين أصيبوا خلال هذه المرحلة، إضافة الى ان القطاع الصحي استجاب رغم كل الظروف التي مرت وكما تعلمون لدينا اكثر من 15 الف جريح، فكان  القطاع الصحي قادرا على استيعابهم وتطبيبهم على المستوى المطلوب.


وكما اننا نأخذ مثل مطار بيروت الدولي والاستمرار بالعمل به، وهذه التجربة يمكن ان تكون مثمرة في المستقبل من خلال التعاون الذي حصل بين إدارة طيران الشرق الأوسط والحكومة اللبنانية حيث قدمت الحكومة ومجلس الوزراء كل ما يلزم للشركة من اجل الاستمرار في مهامها إضافة الى تأمين الامن في المطار، ولا بد لي ان اشكر إدارة "الميدل ايست" بشخص رئيسها محمد الحوت وكل الموظفين فيها، من ملاحين ومضيفين ومضيفات ومهندسين وعمال على شجاعتهم واصرارهم على ان يبقى هذا المرفق يعمل بكل ما للكلمة من معنى.


كما اشكر القطاع الخاص حيث لاحظنا، خلال هذه الفترة، استمرار توافر كافة المواد في الأسواق اللبنانية ولم ينقص شيئ، وهذا دليل بأن هذا القطاع هو حي وحيوي دائماً.


كما اشكر المؤسسات الأهلية التي تعاونت مع الدولة وقامت بواجباتها كاملة وهي عديدة وعملت بكل إخلاص من أجل مواجهة موضوع النازحين في هذه الظروف الصعبة. ان التضامن الوطني كان كاملا عند الجميع في هذا الظرف، ومن العبر التي اخذتها في هذه الفترة، وهي الأهم، هي التعاون بين رئاسة مجلس الوزراء ورئيس المجلس النيابي، فكان التعاون مع الرئيس بري من موقعه الوطني وبيننا نموذجيا أدى إلى ما وصلنا اليه اليوم. وفي هذه المناسبة اشكر الرئيس بري على كل الجهد الذي قام به في الفترة الماضية، وهو جهد كبير اتابعه وأعي تماما ما اقوله وادعو الله بأن يطيل لنا الله بعمره المديد.


وآمل اليوم بعد استعراض هذه الأمور أن تكون هناك صفحة جديدة في لبنان، كما آمل بأن تؤدي الأيام المقبلة إلى انتخاب رئيس للجمهورية وانتظام عمل المؤسسات الدستورية لما فيه خير هذا الوطن.

الرئيس ميقاتي: نحمّل المجتمع الدولي مسؤولية استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على لبنان

رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء قبل ظهر اليوم في السرايا، شارك فيها نائب رئيس مجلس الوزراء سعاده الشامي ووزراء: التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، الإعلام زياد المكاري، المال يوسف خليل، الصناعة جورج بوشكيان، السياحة وليد نصار، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، الصحة فراس الأبيض، البيئة ناصر ياسين، الاتصالات جوني القرم، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، الزراعة عباس الحاج حسن، الأشغال العامة والنقل علي حمية، المهجرين عصام شرف الدين، الشباب والرياضة جورج كلاس. كما حضر المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.


بعد الجلسة تحدث وزير الاعلام زياد مكاري فقال: في مستهل الجلسة تحدث دولة الرئيس فقال: تستمر الحرب الإسرائيلية الشرسة مستهدفة كل لبنان، بأهله وطواقمه الطبية والإسعافية، ومراكز العبادة والمستشفيات وكل مظاهر الحياة كما الاعتداءات على الجيش واليونيفيل، في خرق فاضح لكل النظم الأخلاقية والقوانين الدولية والقيم الإنسانية، واللبنانيون شهداء وضحايا. مع مطلع هذا الشهر دخل الوطن السنة الثالثة من الشغور في رئاسة الجمهورية، والأخطار تتفاقم ونحن لا نزال ننادي بوجوب انتخاب رئيس للجمهورية، وهذه مسؤولية دستورية يتحملها الجميع.

 

أضاف: "نقوِّمُ إيجاباً نتائج القمة الروحية في بكركي وما صدر عنها من توصيات وما تحمله من دلالات عن تضامن المرجعيات الدينية لحماية لبنان بخصوصياته وتنوعاته وانقاذه من الحرب الاسرائيلية التي يتعرض لها كل لبنان. وفي هذا السياق أيضاً، ننوّه بالمواقف المُعبَرَة التي صدرت عن المرجعيات ونقول انها يجب ان تُسمَعَ دولياً وأن يُبنى عليها محلياً ولها عندنا كل تقدير. ونؤكد دعوتنا الدائمة لمبدأ الحوار بين كل المرجعيات السياسية للوصول إلى تلاق يؤسس لانتخاب رئيس للجمهورية".


وقال: الزيارات الرسمية الدولية والعربية التي يقوم بها المسؤولون الأجانب والعرب، كما زياراتي ولقاءاتي مع جلالة الملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر ورئيس وزراء ايرلندا سيمون هاريس والرؤساء الذين شاركوا في مؤتمر باريس لدعم لبنان ورؤساء وزراء دول عربية وصديقة، تؤشر كلها إلى التضامن والاهتمام من الدول الكبرى الشقيقة والصديقة للبنان. ولكن للأسف فإن اسرائيل تضرب عرض الحائط بكل المحاولات الدولية لوقف اطلاق النار.


وباسم الحكومة ولبنان نشكر فرنسا على مبادرتها الانسانية والإغاثية ونثمّن دورها نحو دعم الجيش وتعزيز قدراته، ونتطلع إلى مزيد من مبادرات الدعم لتمكين لبنان من تجاوز هذه المحنة القاسية والحرب الاسرائيلية على لبنان.


أضاف: ندين ونحمّل المجتمع الدولي مسؤولية استمرار حرب الابادة الإسرائيلية على لبنان وتدميره للبلدات والقرى وقتله للمدنيين واغتياله لعناصر الجيش واستهداف الطواقم الطبية والدفاع المدني وفرق الاغاثة والصحافية، إضافة إلى الاعتداء على اليونيفيل وما تمثله من شرعية دولية، بما يجعل استهداف اليونيفيل اعتداءً على المجتمع الدولي ومجلس الأمن. وهذا التدمير مستمر على المستشفيات والمدارس والمراكز التربوية.


أضاف: موقفنا وقرارنا هو الحفاظ على كرامة لبنان والحرص على احترام السيادة الوطنية بكل مظاهرها، جواً وبحراً وبراً وقراراتٍ دولية، ولن نتهاون ضد أي خرق و اعتداء. الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة والمتصاعدة ضد لبنان تحولت إلى جرائم ضد الإنسانية والحضارة وخرق لكل المواثيق والشرائع الدولية. الحراك والتضامن الدولي السياسي والإغاثي مع لبنان كلها مبادرات أخوية مقدرة من الجميع من دون استثناء.


وقال: إن الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة والمتصاعدة ضد لبنان، تحولت إلى جرائم ضد الإنسانية، والمدخل الرئيسي لأي حلٍّ مقبول من لبنان هو وقف الحرب علينا والتنفيذ الكامل للقرار 1701 والبدء بانتخاب رئيس الجمهورية، فينتظم عقد المؤسسات ونستعيد الاستقرار ونبدأ بورشة الإعمار وبناء كل ما هدمته الحرب. وفي هذا الاطار نحيّي بتقدير مواقف اللبنانيين التضامنية مع أهلهم وأهلنا الذين اضطروا لترك بلداتهم ومنازلهم. كما نثمّن جهود هيئة الطوارئ لإدارتها أزمة النزوح ومراكز الاستضافة بما يحفظ كرامة أهلنا ويقف الى جانبهم في هذه المحنة ويؤمّن وصول المساعدات بسرعة وشفافية. ونحيّي خصوصاً جهود منسق الهيئة الوزير ناصر ياسين ووزير الصحة فراس الابيض.


وقال دولة الرئيس: إننا نحيّي جهود وزير التربية في اطلاق العام الدراسي رغم الصعوبات التي تواجه الوزارة، كما نثني على ما قام به وزير الاتصالات لجهة التعاون لتأمين الانترنت لمراكز الايواء والمدارس.


أضاف: هذا الصباح صدرت النتائج الأولية للانتخابات الأميركية فلا بد من التوجّه بالتهنئة من الرئيس المنتخب والشعب الأميركي على ممارسته الديموقراطية.


ورداً على سؤال بشأن قرار وزير التربية المتعلق بالمدارس قال وزير الإعلام: لقد طلب الوزير الحلبي تأجيل الموضوع لمزيد من الدرس لكي لا يتم اتخاذ قرار في هذا التوقيت الحساس.


وعن تأمين الاعتمادات لتطويع 1500 عنصر من الجيش قال: الاعتمادات موجودة وليس هناك أي إشكال وتم إقرار هذا البند.


وعن اعتراض وزير الدفاع على البند المتعلق بالجيش قال: القرار التي تمت الموافقة عليه تعلمون مدى أهميته سياسياً ودولياً ومدى ارتباطه بتطبيق القرار 1701، والقرار صدر بتاريخ 14-8-2024  ورقمه 47 ويمكن الاطلاع عليه وما اتخذ اليوم هو تنفيذ لهذا القرار.


الوزير ياسين


‏وتحدث منسق لجنة الطوارئ الحكومية وزير البيئة ناصر ياسين فقال: في جلسة مجلس الوزراء اليوم تم عرض الوضع  المستجد نتيجة العدوان الإسرائيلي وحالة النزوح. حالياً هناك 44 ألف عائلة موجودة في 1138 مركز  إيواء بالإضافة الى 147 ألف أسرة في المنازل.


لقد عرضت برنامج الاستجابة الذي نقوم به وهو على ثلاثة مسارات، ونقوم به بشكل منسق وتعاون كبرنامج استجابة مشترك مع برامج الأمم المتحدة وخاصة منظمة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة. والبرنامج  يركز على العمل في كل مراكز الإيواء. أما المسار الآخر فمشكورة الدول العربية والصديقة التي قدّمت مساعدات عينية ويتم تنسيقها عبر لجنة الطوارئ، وهي ترسل عبر المحافظين، وتم حتى الآن ارسال حوالى 128 ألف حصة، تشكل نسبة قليلة من الحاجات مقارنة مع الأسر الموجودة، ويتم ذلك بشكل شفاف ولا يوجد ملايين الأطنان كما تقول بعض المنصات الإعلامية ولا يوجد طحين عراقي فقط ومشكورة دولة العراق على تعهدها بإرسال مساعدات من الطحين ولكن ما يقال في الإعلام لا يزال غير دقيق،  ويجب التدقيق في هذا الأمر عبر مصدر واحد هو لجنة الطوارئ، وهناك منصة موجودة في رئاسة مجلس الوزراء توضح كل هذه الأمور بشكل واضح وشفاف.


كما أن هناك مساراً ثالثاُ للمساعدات عبر هيئة الإغاثة ومجلس الجنوب ووزارتي الشؤون الاجتماعية والصحة، فكل ما يتم توزيعه يجب أن ينشر عبر هذه المنصة بتوجيه من الرئيس ميقاتي، وسيصدر تعميم بهذا الموضوع.


أما بالنسبة لموضوع التدفئة فقد أقر مجلس الوزراء إعطاء سلفة لمنشآت النفط بناءً على دراسة قمنا بها في اللجنة بالتعاون مع وزارات الطاقة والشؤون والتربية والمحافظين لتموين 541 مركز إيواء في مناطق ترتفع أكثر من 300 متر في الجبال والبقاع والداخل لتأمين المازوت للتدفئة وهذا الأمر ستؤمّنه الحكومة.


وهناك موضوع له علاقة بلجنة الطوارئ وسيصدر قرار بتوسيع هذه اللجنة لتضم عدداً أكبر من الوزراء وليكون العمل بشكل تشاركي لمتابعة كل القضايا.


وختاماً أؤكد أن المنصة تقوم بنشر كل المعلومات بشكل شفاف وأدعو كل الإعلاميين الاطلاع عليها لمعرفة كل المساعدات التي يتم توزيعها.


وقال: ان العمل مستمر لتطبيق وتنفيذ كل مقررات مؤتمر باريس وكل المساعدات التي تم الإعلان عنها في المؤتمر. كما ان هناك اجتماعاً سيعقد الأسبوع المقبل، وهناك عمل مع المانحين لعقد مؤتمر مصغر لتفعيل هذه المقررات.


الوزير شرف الدين


وأعلن وزير  المهجربن عصام شرف الدين أن الحكومة السورية، ومع دخول نحو 400 ألف نازح سوري إلى سوريا تسهّل عملية العودة وهذا أمر لافت للنظر، وهي تعتمد على الأوراق الصادرة عن الأمن العام اللبناني وقد قدمت الكثير من التسهيلات. وتمنّينا على وزير الإدارة المحلية الذي هو رئيس هيئة الإغاثة في سوريا الاستمرار بالتسهيلات تجاه النازحين رغم قصف معبري  المصنع وجوسي، ووعدونا بكل التسهيلات التي قدموها خلال الفترة السابقة.


وقال: "أود أن ألفت النظر بأنه يعبر عبر سوريا عشرات الآلاف من اللبنانيين النازحين وتُشكر الدولة السورية التي تسهّل أمرهم، واليوم هناك قافلة في حمص للبنانيين النازحين الذين يقصدون بغداد، والعراق استضاف لغاية الآن نحو 32 ألف نازح والعراق يقدم مساعدات وسوريا أيضاً رغم الضائقة الإقتصادية، فكل الشكر لهاتين الدولتين الشقيقتين".

الرئيس ميقاتي أمام مجلس الأمن: للبنان حق في الإستقرار والأمن وإستعادة أراضيه المحتلة

عبّر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من نيويورك عن ترحيبه بالنداء المشترك الصادر بمبادرة من الولايات المتّحدة الأميركية وفرنسا، وبدعم من الإتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، لإرساء وقف مؤقت لإطلاق النار في لبنان، وقال: تبقى العبرة في التطبيق عبر التزام إسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية.

كلمة رئيس الحكومة

وكان رئيس الحكومة ألقى كلمة خلال الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي هنا نصها:

السيد الرئيس،

أود في البداية أن أعبر عن امتناني العميق للجمهورية الفرنسية على دعوتها لعقد هذه الجلسة المهمة لمجلس الأمن في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان. كما أشكر سلوفينيا رئيسة مجلس الأمن لهذا الشهر على تلبيتها لهذه الدعوة. وأشكر سعادة الأمين العام على الإحاطة التي قدمها في بداية هذه الجلسة.

لقد كانت فرنسا دائمًا صديقة وفية للبنان وشعبه، وقد وقفت إلى جانبنا في أصعب الظروف. وخير دليل على ذلك الجهد المخلص الذي تقوم به فرنسا الآن بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية من أجل إصدار بيان مشترك مدعوم دولياً لوضع نهاية لهذه الحرب القذرة.

كما أود أن أعبر عن شكري للجزائر الشقيقة ممثلة المجموعة العربية في مجلس الأمن على دعمها المستمر لنا، وأشكر جميع أعضاء هذا المجلس الكريم على دعمهم المستمر لسيادة لبنان ووحدته واستقراره، كما أنتهز هذه المناسبة لأشكر جميع أعضاء هذا المجلس على دعمهم لقرار تمديد ولاية اليونيفيل بناء لطلب لبنان.

السيد الرئيس،

نحن اليوم، في لبنان نواجه إنتهاكاً واضحاً لسيادة الدولة اللبنانية وحقوق الإنسان عبر الممارسات الوحشية للعدو الإسرائيلي بحق دولتنا وشعبنا اللبناني، من خلال إستباحة سيادته عبر إطلاق طائراته ومسيراته في سمائه، وقتل المدنيين فيه شباباً ونساءً وأطفالاً، وتدمير المنازل، وإرغام العائلات على النزوح في ظل ظروف إنسانية قاسية. هذا عدا عن بث الترهيب والرعب في نفوس المواطنين اللبنانيين وذلك على مرأى من العالم كله دون أن يرفّ لهم جفن. وللأسف عدد الشهداء المدنيين الأبرياء والجرحى في إرتفاع مستمر، فالمئات من المدنيين قد فقدوا حياتهم في غضون أيام قليلة، والمستشفيات أصبحت غير قادرة على إستقبال المزيد من الجرحى.

لبنان اليوم ضحية عدوان إلكتروني، سيبراني، جوي، وبحري، وقد يتحول إلى عدوان بري بل إلى مسرح لحرب إقليمية واسعة، وآمل أن أعود إلى بلدي متسلحاً بموقفكم الصريح الداعي لوقف هذا العدوان وإحترام سيادة بلدي وسلامته.

ما نشهده اليوم هو تصعيد غير مسبوق، مع اللجوء إلى وسائل وآليات جديدة لا سيما الإلكترونية لإلحاق الأذى بأبناء شعبي. إن المعتدي يزعم أنه لا يستهدف إلا المسلحين والسلاح ولكني أؤكد لكم أن مستشفيات لبنان تعج بالجرحى المدنيين وبينهم العشرات من النساء والأطفال.

أمام ذلك يبقى السؤال: من يضمن عدم حصول هكذا إعتداءات على دول أخرى إذا لم تُتّخذ إجراءات رادعة وعقابية حاسمة بحق المعتدي؟

من يكفل لنا كدولة لبنانية أو أية دولة أخرى سلامة غذائها ومائها وأي مواد تدخل أراضيها من أي ضرر؟

السيد الرئيس،

إن هذه الأحداث لا يمكن فصلها عن تاريخ طويل من النزاعات والإنتهاكات التي عانى منها لبنان منذ عقود. وقد شكّلت الإعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية إنتهاكاً صارخاً لسيادتنا الوطنية وحقوقنا كدولة عضو في الأمم المتحدة. إن هذا الوضع ليس جديداً، فلبنان قد مرّ بفترات طويلة من التوترات والإعتداءات التي كانت تهدد إستقراره وسلامة مواطنيه. لكن لبنان يبقى عاصياً على كل التحديات واللبنانيون واجهوا ويواجهون بشجاعة كل الإعتداءات على كل حبة من تراب الوطن.

السيد الرئيس،

إنني أتحدث بإسم لبنان، ووجودي هنا ليس لتقديم شكوى فقط ولا لتقديم عرض مفصل عن عدد الشهداء والجرحى والدمار الذي هجر البشر ودمر الحجر، فذلك مثبت للرأي العام العالمي بالصوت والصورة. وإنما وجودي هنا للخروج من هذه الجلسة بحل جدي يقوم على تضافر جهود جميع أعضاء مجلس الأمن للضغط على إسرائيل لوقف فوري لإطلاق النار على كل الجبهات وعودة الأمن والإستقرار لمنطقتنا.

السيد الرئيس،

الشعب اللبناني يرفض الحرب ويؤمن بالإستقرار ويعمل من أجل المستقبل. ولبنان دولة مؤسسة للأمم المتحدة وهو من المساهمين في وضع ميثاقها، كما شارك لبنان في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، عبر الدكتور شارل مالك. إن هذا الإسهام يعكس إلتزام لبنان العميق بالقيم الإنسانية والعدالة الدولية. واليوم، وبإسم هذه القيم التي جمعتنا تحت مظلة الأمم المتحدة، جئنا لنؤكد على حق لبنان في الإستقرار والأمن والأمان، وحقه في السيادة والدفاع عنها، وحقه في إستعادة أراضيه المحتلة.

السيد الرئيس،

إن التوترات الحالية ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج تراكمات طويلة من النزاعات والإعتداءات التي لم تجد حلولًا جذرية. إن إسرائيل لم تتوقف عن إنتهاك قرارات الأمم المتحدة التي صدرت على مدى سنوات عديدة، وخصوصاً القرار 1701، الذي كان من المفترض أن يشكل إطاراً لتحقيق الإستقرار الدائم في جنوب لبنان. لكن للأسف، ما زلنا نرى الإنتهاكات الإسرائيلية لسيادتنا على مدار الساعة، براً وبحراً وجواً. إن هذه الإنتهاكات المتكررة تقوض كل جهود الإستقرار، وتعرض المنطقة كلها لخطر الإنفجار في أية لحظة.

من هنا، نؤكد إلتزام الحكومة اللبنانية بالقرار ١٧٠١ الصادر عام ٢٠٠٦ عن مجلسكم الكريم الذي أطالبه اليوم بالعمل الجاد والفوري لضمان إنسحاب إسرائيل من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة، ووقف الإنتهاكات التي تتكرر يومياً.

كما نؤكد على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل فوري، لأن تداعيات ما يجري هناك تنعكس بشكل مباشر على الوضع في لبنان والمنطقة وهي لن تقف عند حدوده وإنما قد تشمل كل الشرق الأوسط إن لم يتم معالجتها بالسرعة الممكنة. إن عدم التوصل إلى حل، من شأنه أن يجعل الأمور أكثر تعقيداً. فإستمرار هذا العنف لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد، وهو ما لا يخدم مصلحة أي طرف في هذه المعادلة المعقدة.

السيد الرئيس،

إن الأمم المتحدة وُجدت من أجل تعزيز الإستقرار ولكن ما نشهده اليوم هو أن العالم ما زال عاجزاً عن وقف المأساة الإنسانية المستمرة في منطقتنا. لذا، وبإسم الشعب اللبناني نضع مجلسكم الكريم أمام مسؤولياته الكاملة لإتخاذ موقف فوري وحاسم ينهي المعاناة المستمرة لشعبنا، تمهيداً لتعبيد الطريق أمام الحلول الديبلوماسية. لبنان لا يطلب معروفاً، نحن نطالب بحقوقنا المشروعة بموجب القانون الدولي، حقنا كلبنانيين في العيش بأمان، حقنا في حماية سيادتنا الوطنية، وحقنا في مستقبل يُبعِد عن أطفالنا شبح الحروب وأهوال الصراعات. إني أتوجه إلى مجلسكم الكريم وإلى المجتمع الدولي وأقول أنه حان الوقت لرفض العنف والحروب وتطبيق القرارات الدولية بحيث أن لا تبقى حبراً على ورق. الأدوات موجودة وما نحتاجه الآن هو الإرادة الصادقة والتعاون الفعال. دعونا لا نضيع هذه الفرصة، يجب أن نتحرك الآن لأننا لا نستطيع تحمل خسارة جيل آخر بسبب الحرب.

وشكراً السيد الرئيس.

7 الصور
إطبع


الرئيس ميقاتي خلال تكريم العاملين في طيران الشرق الأوسط: طوينا صفحة الحرب وإن شاء الله نتوصل الى انتخاب رئيس
الثلاثاء، ١٧ كانون الأول، ٢٠٢٤

رعى رئيس الحكومة نحيب ميقاتي بعد ظهر اليوم، حفل تقديم درع رئاسة مجلس الوزراء إلى "طيران الشرق الأوسط" والعاملين فيها تقديرا لعطاءاتهم وتفانيهم في الحفاظ على استمرارية التواصل بين لبنان والعالم، والذي دعا إليه رئيس مجلس إدارة "طيران الشرق الأوسط" محمد الحوت في هنغار صيانة الطائرات بمقر الإدارة العامة للشركة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.

حضر الحفل وزيرا النقل والاشغال العامة والسياحة في حكومة تصريف الاعمال علي حمية ووليد نصار، حاكم مصرف لبنان بالانابة الدكتور وسيم منصوري، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري، المدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن، رئيس جهاز امن المطار العميد فادي الكفوري، كبار الضباط في الأجهزة الأمنية العاملة في المطار ورؤساء المصالح والوحدات الإدارية والفنية العاملة في "طيران الشرق الأوسط" والمديرية العامة للطيران المدني وشخصيات سياسية وسياحية وفنية واعلامية.

استهل الحفل بالنشيد الوطني، ثم عرض فيلم وثائقي للمخرج فريد عساف تناول عمل الشركة خلال فترة الحرب، وتضمن مشاهد لاقلاع وهبوط طائرات الشركة خلال القصف، والعدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان.

الحوت

وكانت كلمة لرئيس مجلس ادارة "طيران الشرق الأوسط" قال فيها: "كل ما قامت به الشركة لم يكن ليتحقق لولا وجود الرئيس ميقاتي ودعمه المستمر وتواصله الدائم معنا وتشجعينا على الإستمرار بالعمل".

واستذكر تاريخ السابع والعشرين من ايلول الفائت عندما استشهد السيد حسن نصرالله، واتصاله بالرئيس ميقاتي الذي كان حينها في نيويورك، وقال: "كانت ليلة صعبة بسبب شدة القصف، وسألت الرئيس ميقاتي ماذا يجب ان أفعل، فكان الجواب: إفعل ما تراه مناسبا، أنا عائد الى بيروت على متن طيران الشرق الأوسط بعد يومين عن طريق باريس، والشركة ستستمر بعملها".

اضاف: "هذا كان تشجيعا لنا كي نستمر والتطمينات التي اعطانا إياها كانت اساسية من أجل الاستمرار، ولكن الواقع كان صعبا جدا، فالغارات مستمرة والعدو يدمر لكننا واصلنا العمل، ومن يستحق التكريم هو دولتك ودولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري فأنتم من تستحقون التقدير والتكريم".

وتابع: "معالي وزير الاشغال العامة والنقل الدكتور علي حمية كانت الحمية عنده مميزة وهذا ما اكتشفته خلال الازمة، لقد ضعنا يدنا بيده فاستطعنا تجاوز مرحلة صعبة جدا".

وحيا الحوت وزير السياحة الذي كان "رغم الحساسيات السياسية، موضوعيا ومهنيا في تعاونه مع شركة طيران الشرق الأوسط". كما حيا "وزير المالية الصديق يوسف الخليل.

وقال: "كان من الصعب الاستمرار لولا مساهم اسمه مصرف لبنان وعلى رأسه الدكتور وسيم منصوري الذي كانت قراراته أساسية لاستمرار أعمال الشركة، فالتأمين لم يعد كما كان، ونحن نلبي طلبات الناس رغم المخاطر التأمينية. ولدى مراجعتنا للدكتور منصوري منذ ايام، قال لنا زيدوا الحركة واتوا بالطائرات ولا تكترثوا فمصرف لبنان الى جانبكم".

اضاف: "أما بالنسبة لاعضاء مجلس الإدارة ومن دون تردد، فهم فريق وقلب واحد، وقد وضعوا السياسة خارجا وجعلوا مصلحة الشركة فوق كل اعتبار، إذ بمساعدتهم تم تحقيق العملية الإصلاحية العام 2001، ومنذ العام 2002 حتى اليوم، حققنا ارباحا تجاوزت المليار وخمسماية مليون دولار، ووزعنا أرباحا الى مصرف لبنان بقيمة سبعمئة وسبعين مليون دولار، وأصبحت الأملاك الخاصة بالشركة تفوق المليار ومئة مليون دولار، وهذا لم يكن  ليتحقق لولا عدة أسباب منها دعم الرئيس ميقاتي عندما كان وزيرا للاشغال العامة، وتأييد السيد وليد جنبلاط. وللتاريخ يقال ان اول شخص أيد العملية الاصلاحية هو وليد جنبلاط، وهذه السنة وخلال الازمة كان على تواصل دائم معي".

وتابع: "ان العملية الإصلاحية لم تكن لتتم لولا الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورعايته لها، وكذلك دعم الرئيس بري وتأييده للعملية، ولولا تبني مصرف لبنان حينها ودعمه المطلق لكل ما قمنا به وعلى رأسه الحاكم السابق رياض سلامة، ونحن اليوم مستمرون مع الدكتور منصوري على الخطى نفسها والعلاقات نحو التقدم ان شاء الله. البلد يتكل عليك لانتشالنا من المنطقة الرمادية التي نحن فيها".

وقال: "المطار لم يكن ليستمر لولا الطيران المدني، والتحية لجميع العاملين في الطيران المدني اللبناني، كذلك لم يكن ليستمر لولا جهاز امن المطار، والتحية لكل الاجهزة الأمنية العاملة فيه".

اضاف: "تحية للجيش اللبناني وقائد جهاز امن المطار العميد الكفوري الذي يعمل بتوجيهات السلطة السياسية وقرار من القائد العماد جوزاف عون، قمتم بما يجب ان تقوموا به في المطار ونزعتم كل ذريعة من اسرائيل لاستهداف المطار وابقائه مفتوحا. كذلك تحية لقوى الأمن الداخلي في المطار بتوجيهات من اللواء عماد عثمان والتي لم تتأخر لحظة في القيام بواجباتها دون توقف وكانت تعمل باللحم الحي. والتحية للواء البيسري فالامن العام لم يقصر ابدا وقام بعمل رائع".

وتابع: "التحية للفنانين اللبنانيين وخصوصا ملحم زين وعاصي الحلاني وهاني العمري الذين غنوا للشركة من دون مقابل. والتحية والتقدير والاحترام لجميع موظفي شركة طيران الشرق الأوسط، وطياريها الأبطال والمغاوير بحق، والذين رفعوا اسم لبنان عاليا وأبقوا لبنان على تواصل مع العالم الخارجي".

وأثنى على "عمل ومهنية المضيفين الجويين الذين رغم كل الظروف الصعبة بقيت الابتسامة على وجوههم". وحيا "جميع الدوائر في الشركة على "تفانيها بالعمل رغم دقة الظروف الصعبة".

نصار

من جهته، حيا وزير السياحة جميع العاملين في شركة طيران الشرق الأوسط والمطار، وقال: "واجب الوزير السياسي ان يشتغل سياسة على طاولة مجلس الوزراء انما في وزارته يجب ان يكون على مسافة واحدة من جميع الناس بعيدا عن السياسة والطائفية، وهذا ما اقوم به منذ ثلاث سنوات".

اضاف: "أعتز وأفتخر بعلاقتي منذ اليوم الأول لتسلمي الوزارة، مع شركة طيران الشرق الأوسط وبشكل خاص مع رئيس مجلس الإدارة السيد محمد الحوت والتي كانت اضافة إلى انها موضوعية، ثابتة يسودها الاحترام المتبادل بين الوزارة والشركة، في ظل دعم لامتناه لكل طلبات وزارة السياحة من الشركة".

وتابع: "التحية لكل عائلة الميدل ايست على المقاومة الحقيقية التي قامت بها سواء خلال الحرب الأخيرة او في الفترات السابقة، فالشركات اللبنانية الخاصة والناجحة علينا النظر اليها وتقدير نجاحها والانتقاد لها يكون بناء لنتمكن من دعمها ومساندتها وخاصة شركة طيران الشرق الأوسط التي ترفع ارزتنا في كل العالم".

وقال: "الشكر لرئيس مجلس الوزراء على كل الدعم الذي اولاه لوزارة السياحة، فكل النشاطات التي قامت بها الوزارة تمت بالشراكة مع القطاع الخاص وبدعم من الرئيس ميقاتي ومن كل الوزراء المعنيين. كذلك الشكر لوزير الاشغال العامة والنقل الدكتور علي حمية على التعاون في ما يخص مطار بيروت".

اضاف: "ان شركة طيران الشرق الأوسط التي تملك 23 طائرة، خلال العام 2026 سيكون هناك ست طائرات جديدة، وعام 2027 ستتسلم ثلاث طائرات، فيصبح اسطولها مؤلفا من32  طائرة وهذا مؤشر ايجابي. لقد سمعنا خلال الايام الماضية وبعد وقف إطلاق النار، عن الاشارات الايجابية للمطار لجهة سلامة الركاب والسلامة العامة والحركة التجاربة والسياحية".

وتابع: "خلال وجودي في المملكة العربية السعودية وقعت على إتفاقية Arabian routes and roads  التي تضم الى جانب المملكة العربية السعودية، دولتي الإمارات وقطر، والتي سيتم التوقيع عليها برعاية رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في الحادي عشر من شباط العام2025 ، وسيتم التوقيع والتدشين في دولة قطر".

وختم: "ان وزارة السياحة ستستكمل حملة مشوار رايحين مشوار وسيتم اطلاق مشوار مكملين مشوار".

منصوري

أما حاكم مصرف لبنان بالانابة فقال: "يسعدني ويشرفني ان أكون معكم اليوم في هذا الحفل الذي يجمعنا بإحدى المؤسسات التي تمثل رمزا وطنيا نفتخر به جميعا: شركة طيران الشرق الاوسط (ميدل ايست). في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها وطننا لبنان والازمات المتتالية، التي قلما وجدنا بلدا أو دولة أو شعبا يستطيع تجاوزها، ها هو يتخطاها بروح من الاصرار على الحياة والنجاح وتقديم الافضل للبنان، ما يثبت لنا حب الشعب اللبناني لوطنه وتمسكه به وكفاحه للبقاء فيه".

أضاف :"ومن علامات هذه الارادة، يتجلى لنا صمود شركة طيران الشرق الاوسط التي اثبتت أنها ليست مجرد شركة طيران خاصة فحسب، بل مؤسسة وطنية بامتياز.

وتابع: "شركة طيران الشرق الاوسط أصبحت محفورة في ذاكرة ووجدان كل لبناني، في الوطن والاغتراب فقد اصبحت هذه الشركة رمزا للصمود اللبناني والابداع في ظل أصعب الظروف، وتمكنت من تحقيق نجاحات باهرة تلهمنا جميعا".

واردف: "رغم كل التحديات التي واجهها لبنان خلال السنوات الاخيرة سواء الاقتصادية او السياسية او حتى الصحية مثل جائحة كورونا أثبتت "الميدل ايست" قدرتها على التكيف مع المتغيرات والاستمرار في تقديم خدمات ذات مستوى عالمي. وقد تجلى ذلك بأنصع صورة خلال الظروف القاسية التي رافقت الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان، حيث شكلت "الميدل ايست" شريان الحياة الوحيد للبنان مع العالم الخارجي، فما يجعلها أكثر تميزا هو قدرتها على تمثيل لبنان بأبهى صورة، من خلال روح المسؤولية العالية التي تتمتع بها، ومعايير الخدمة الرفيعة التي تقدمها والابتسامة الدائمة التي تستقبل بها ركابها ان هذا النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة رؤية استراتيجية وادارة حكيمة وفريق عمل متفان".

وقال: "الميدل ايست هي سفيرتنا في الاجواء، ونموذج يجسد الطموح اللبناني الذي لا يعرف حدودا. والى جانب النجاحات الاقتصادية والتقنية، لطيران الشرق الاوسط رمزية خاصة في قلوب اللبنانيين، فهي إضافة الى كونها وسيلة نقل، تمثل جسرا يربط لبنان بالمغتربين اللبنانيين المنتشرين في كل انحاء العالم".

اضاف: "في كل رحلة، تحمل "الميدل ايست" معها رسالة أمل وصمود، وتؤكد ان لبنان رغم كل التحديات يبقى حاضرا على الخارطة العالمية ولعل الاحداث الاخيرة قد أثبتت بأن المستحيل اصبح ممكنا وأثبتت الشركة والعاملون فيها ان لبنان لن ينقطع عن العالم مهما صعبت الظروف".

وتابع: "في هذه المناسبة، إسمحوا لي ان أتوجه بتحية تقدير الى جميع العاملين في هذه الشركة الرائدة، من الطيارين الى أطقم الطائرات، ومن الاداريين الى الفنيين والعاملين على الارض، جميعهم يمثلون القلب النابض لهذه المؤسسة، إذ بتفانيهم واخلاصهم جعلوا "الميدل ايست" تحلق عاليا في سماء النجاح".

وقال: "التحية لكل العاملات والعاملين وقوى الامن والجيش والقوى المسلحة كافة الذين بقوا في اماكنهم رغم ظروف الحرب الهمجية التي عصفت بأرض الوطن".

اضاف: "إننا اليوم لا نكتفي بالاحتفاء بنجاحات الماضي، بل نطمح الى مستقبل مليء بالانجازات، ومع وجود قيادة حكيمة لهذه الشركة وفريق عمل متميز، لا شك ان "الميدل ايست" ستستمر في تحقيق النجاح، وما استثمار مصرف لبنان في الشركة ودعمه لها سوى انعكاس ايماننا بمحورية الدور الذي تؤديه في رفد الاقتصاد اللبناني بطاقة معنوية هائلة، ناهيك عن الموارد الاقتصادية. من هذا المنطلق، أدعو جميع الجهات المعنية الى مواصلة دعم هذه الشركة الرائدة، ليس لكونها استثمارا اقتصاديا فحسب، بل لانها تشكل استثمارا في صورة لبنان واستقراره ومستقبل اجياله، ولانها تقوم برسالة وطنية بامتياز".

وختم: "أجدد شكري وتقديري لكل من ساهم في نجاح شركة طيران الشرق الاوسط ادارة وموظفين، وأبارك لرئيس مجلس الادارة الاستاذ محمد الحوت الدرع المستحقة التي يتسلمها اليوم. نحن فخورون بكم وبالرسالة التي تحملونها، وبالطموحات التي تسعون لتحقيقها، فالى مزيد من التحليق والانجاز، ودائما لبنان الصامد كأرزه يحلق معكم".

حمية

من جهته، تحدث حمية فقال: "كل ما قمنا به على مستوى وزارة الأشغال العامة والنقل أو أي مرفق عام تابع للوزارة، كان بالتنسيق وبتوجيه من دولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. نحن منذ 7  تشرين الأول 2023، ومنذ العدوان الإسرائيلي على غزة، عقدنا اجتماعات عدة في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت مع رئيس جهاز أمن المطار وكل الأجهزة الأمنية والمديرية العامة للطيران المدني وشركة طيران الشرق الأوسط، وتم إعداد خطة، في حال تعرض المطار لأي قصف من العدو الاسرائيلي، الذي لم يفرق بين مدني وبنى تحتية ومبان سكنية وأطفال ونساء. إذا، كان يمكن أن يكون المطار هدفا، إلى حين وصلنا إلى أيلول 2024".

وأكد أن "الرئيس ميقاتي كان على تواصل دائم، وفي شكل يومي، مع المعنيين وأصحاب النفوذ في كل دول العالم"، وقال: "نحن على مستوى الوزارة كان لدينا هاجسان أساسيان، الأول سلامة الطيران لأن المديرية العامة للطيران المدني هي المسؤولة عن سلامة الطيران، والثاني إبقاء المطار يعمل في شكل مستمر للحفاظ على تلك النافذة الجوية للبلد".

وقال: "نشكر عائلة المطار من المديرية العامة للطيران المدني، إلى كل الموظفين العاملين والمراقبين الجويين وجهاز أمن المطار الذي نفتخر به جميعا، وصولا إلى الأمن العام وقوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني والجمارك وشركة طيران الشرق الأوسط".

واعتبر أن "النموذج الذي حصل خلال 60 يوما، أي العلاقة بين الدولة والشركة التجارية أكدت أن الجميع عندما يتحد ويقرأ في الكتاب نفسه، الذي هو القانون اللبناني يمكن بناء مؤسسات الدولة اللبنانية"، وقال: "ما قمنا به هو أننا قرأنا في الكتاب نفسه، والحمد لله الأمور وصلت إلى وصلت اليه، فالحمد الله على سلامتكم جميعا، وإلى اللقاء قريبا في مشاريع تطويرية للمطار وكل المرافق التابعة للوزارة".

الرئيس ميقاتي

بدوره، قال رئيس الحكومة: "ادخلوا البيوت من أبوابها، والجميع يعلم ان بوابة لبنان وبيروت هو مطار رفيق الحريري الدولي، وهذا يعني الأرزة الشامخة الموجودة على أجنحة طيران الشرق الأوسط. اليوم نتحدث عن الفترة العصيبة التي مررنا فيها، ولكن كلمة حق تقال ان المطار لم يكن بإمكانه الاستمرار في عمله بالفاعلية القائمة، لولا طيران الشرق الأوسط على الرغم من الازمة الاقتصادية التي مر فيها لبنان" .

اضاف: "على مدى السنوات الخمس الماضية، كانت شركة طيران الشرق الاوسط هي القائمة بأعمال المطار من خلال تأمينها كل الامور، ولولاها لما كنا نحتفل اليوم".

وتابع: "الفترة العصيبة التي مررنا بها كانت صعبة جدا، ونحن نحيي جميع العاملين في شركة طيران الشرق الأوسط، ولكن اود الاشارة الى بعض الشهادات عن الارادة التي لا تلين والعزم الذي لا ينكسر لدى محمد الحوت. فإذا اراد أحد ان يجري دراسة جامعية عن كلمة العناد فعليه الحديث عن محمد الحوت، والمقصود بهذا الكلام العناد الإيجابي والبناء والمصمم على بقاء الأرزة شامخة وحاضرة في الاجواء".

وأردف: "محمد الحوت تواضعا لم يتحدث حتى في الاعلام، ولكن أنا أعلم وعرفت لاحقا منه، ان وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية السيد بلينكن اتصل به شخصيا وقدم له التهنئة وشكره على الأداء الذي تقوم به الشركة في مطار بيروت الدولي. وفي اتصال آخر للوزير بلينكن معي شخصيا، قلت له الامر الاهم هو حماية المطار والطريق اليه، فأبلغني انه اتصل برئيس مجلس ادارة طيران الشرق الأوسط وهنأه على الأداء، وأريد ان اطمئنك ان مطار بيروت سيبقى يعمل بنجاح".

وقال: "هذا النجاح لم يكن ليحصل لولا الأجهزة الأمنية التي ساعدت بقوة وبصرامة وحزم بكل ما للكلمة من معنى في الفترة الصعبة، وأخص بالشكر رئيس جهاز امن المطار وكل الأجهزة الأمنية والمدير العام لقوى الامن الداخلي، كذلك المدير العام للامن العام".

أضاف: "أود هنا، التذكير أنه في العام 2006 أغلق المطار، والحمد لله انه لم يغلق هذه المرة. وفي العام 2006 بعدما تم فتح المطار بقي مفروضا علينا النزول في مطار عمان قبل المجيء الى بيروت، لان الامن في بيروت كان مشكوكا فيه. وحتى في مطار عمان كان يتم التدقيق بالحاويات والبضائع قبل أن تصل إلى بيروت، ولكن هذه المرة كانت هناك ثقة بمطار بيروت وبشركة طيران الشرق الأوسط وبالأمن فيه، ومن هنا اوجه تحية كبيرة إلى جهاز أمن المطار والى جميع الامنيين".

وتابع: "الشكر لإدارة شركة طيران الشرق الأوسط وملاحيها ذكورا واناثا، والى مضيفيها ومضيفاتها وفنييها وكل العاملين فيها. ولدي شهادة عن حادثة حصلت أمامي عندما كنت على متن طيران الشرق الأوسط، عندما أصرت راكبة على الحصول على مشروب روحي في الطائرة، فما كان من المضيفة الا أن تكلمت معها بكل رحابة صدر وتوجهت اليها بكل طيبة خاطر وبابتسامة، ومن هنا نقول: لاقيني وما تطعميني".

وقال: "كذلك أوجه كلمة طيبة إلى مزودي الطعام في الشركة لما يقومون به، فقد سافرت قبل أسبوع، وسألتني زوجتي اذا ما كنت أود أن أتناول الفطور، فقلت لها لا، أنا مسافر عبر شركة طيران الشرق الأوسط، وفطور "الميدل ايست" طيب. أقول هذا الكلام كشهادة شخصية عن شركة الطيران التي أفخر بها، ويفخر بها كل لبناني".

اضاف: "القيادة ليست سهلة، ونعرف أن قائد الطائرة إذا لم يكن ماهرا مهما كان المضيفون كفوئين لا يمكن تحقيق إنجاز، وهذا يقاس على قيادة وإدارة "الميدل ايست"، لان القائد محمد الحوت يدير الامر بوحدة الشركة وبوحدة موظفيها التي لا تكسر، وبأسلوبه يجمعهم جميعا ولا أحد يمكنه كسرهم بإذن الله".

وتابع: "أوجه تحية لطياري الشركة والمضيفين والمضيفات الذين يعملون في الأجواء ويؤمنون التواصل والذهاب والإياب إلى مطار بيروت الدولي. ان شاء الله تنذكر وما تنعاد، وتكون صفحة الحرب طويت. وبإذن الله اطمئنكم الى أننا طوينا صفحة الحرب ونحن نتابع هذا حصول بعض الخروق ولكن سيوضع لها حد قريبا، وان شاء الله نتوصل في 9 كانون الثاني المقبل، الى انتخاب رئيس للجمهورية".

وختم: "نجحنا في مجلس الوزراء، لان جميع الوزراء كانوا متضامنين في ما يتعلق بأمور شركة طيران الشرق الأوسط المطروحة على جدول الاعمال، فكانوا جميعا مع الشركة من الأمين العام إلى الوزراء جميعا، وبفضل التعاون الكامل مع مصرف لبنان الذي تجلى ليس فقط من اجل طيران الشرق الاوسط بل على مختلف الصعد ونرى جميعا انعكاساته النقدية والمالية على البلد".

الدروع

بعد ذلك، قدم الرئيس ميقاتي الدروع الى شركة "طيران الشرق الأوسط".

المزيد من الفيديو
كلمة الرئيس نجيب ميقاتي خلال حفل تكريم العاملين في طيران الشرق الأوسط